2‏/7‏/2015

أين يقف المصلاويون والأنباريون حقيقة الأمر؟ ماذا تقول الصور؟



صائب خليل

بمناسبة مرور عام كامل على احتلال الموصل، وأيضاً بمناسبة التصعيد على جبهة الأنبار وتحقيق الإنتصارات في بيجي والحملة الداعشية الإعلامية لتقديم بعض شيوخ عشائر الأنبار كمجموعة مجرمين ومعتوهين يعلنون دعمهم للوحشية والهمجية، على أنهم يمثلون سكان الأنبار، وانتفاء أي جهد حكومي مقابل، دعونا نستعين بالصور لنفهم أين يقف الأنباريون وأين المصالوة.


لنلاحظ أن ما تمكنت داعش من تقديمه من صور للتأييد عدا مجموعة "الشيوخ" تلك، لم تكن تحتوي أي منها على ما يزيد على عدد اصابع اليدين من المويدين، وربما اليدين والرجلين معاً، بل أن أكثر صورة نقلتها من الفلوجة حول اغتيال الشهيد مصطفى كان ثلاث رجال يرفعون يدهم محيين موكب داعش..

لنقارن تلك الصور بهذه الصور عن نزوح الملايين من سكان الأنبار التي رأيناها على جسر بزيبز وتلك الأكثر منها التي هاجرت قبلها عندما لاح خطر داعش، والتي تبرهن أن هؤلاء كلهم يرون في داعش خطراً شديداً وعدواً مريعاً يفضلون عناء ومتاعب الهجرة إلى أي مكان ولا الوقوع تحت سلطته، وهذا يشرح بوضوح نسبة من يؤيد داعش ونسبة من يعتبرها عدو له.







أما بالنسبة للموصل التي تمر الذكرى السنوية الأولى لاحتلالها، فقد نشرنا في مقالة سابقة رسالة الدكتور سيار الجميل الذي بين أن ما سمي باحتفالات الموصل باحتلال الرمادي، كان تلفيقاً إعلامياً وأن جميع أهالي الموصل الذين سألهم عنه وعلى جانبي النهر لم يسمعوا بذلك الإحتفال. وقد وصلتني أمس بالإيميل رسالة كتبها أحد سكان الموصل مع مجموعة صور أراها لأول مرة عن يوم احتلال داعش للموصل قبل عام من الآن. وتحذر الرسالة أدناه من مؤامرات إعلامية لداعش لتصوير أهالي الموصل كمؤيدين لها. وننشر الرسالة أدناه لأهميتها القصوى استباقاً لتلك المؤامرة، وكذلك ننشر صور سكان الموصل الهاربين من داعش يوم احتلالها، والتي تعبر خير تعبير عن موقف الغالبية الساحقة من سكان تلك المدينة.

إن صور مهاجري الأنبار والموصل عند احتلالها تكذب التلفيقات التي سعت لتضليل الشعب العراقي عن الحقيقة وتصوير الأمر وكأن داعش تمكنت من الإنتصار على عقول سكان المدينتين والتي كانت تختتم خطابها دائماً بالدعوة لترك تلك المدينتين لداعش بحجة الحفاظ على ارواح أبناء الحشد. كما ان تلك الصور تفند تحليلات "المثقفين" الذين ملأوا الإعلام ضجيجاً عن أسباب السقوط وإعادتها إلى الحواضن والى نقص اللحمة الوطنية والشقاق المذهبي. فهذا "الشقاق" لا يفصله المذهب. فنحن لا نجد داعش "السنية" على جانب منه و مهاجرين شيعة على الجانب الآخر ليكون للشقاق دور في هذا. إن الصور تثبت مرة أخرى أن سقوط المدينتين كان من خلال الخونة الذين حشرهم الأمريكان على قيادات الجيش والفرقة الذهبية والشرطة وغيرها وسلموها لداعش، وان الناس سنتها مثل شيعتها ترى في داعش عدو لدود تسارع لإنقاذ حياتها من بطشه.

لنتذكر هذه الصور ولنواجه بها كل من يحاول أن يراوغ الحقيقة عن قصد أو عن جهل. إن سكان الموصل والأنبار يسعون لإزالة هذه السمعة السيئة التي فرضت عليهم فرضاً إعلامياً كما يبدو. وندعو الجميع إلى مساعدتهم في إيصال الصورة الصحيحة عنهم، كما ندعو اهالي المحافظتين إلى بذل المزيد من الجهود لتغيير تلك الصورة، من خلال مشاركة الحشد بنشاط أكبر في تحرير مدنهم ومن خلال قرار واضح وعمل نشط على المستوى الإعلامي في كل صنوفه. فالحرب الإعلامية جزء اساس من الحرب، فلنجيد هذه الحرب كما أجاد أبطال الحشد حرب الميادين ولننتصر بها كما ينتصرون في تلك الحرب.


رسالة من الموصل:

 تصادف اليوم ذكرى مرور سنة كاملة على سقوط مدينة الموصل بيد تنظيم داعش الارهابي ويمر هذا اليوم وسط حيرة وذهول وحسرة  معظم الاهالي الشرفاء سواء الموجودين في الداخل او النازحين في مختلف محافظات العراق الذين ضاقت بهم سبل العيش بعد البعد عن منازلهم وممتلكاتهم واعمالهم وتفرق الاهل والاخوان بين الداخل والخارج مع الانقطاع التام لوسائل الاتصال في الموصل ....

وخلال هذا العام قام التنظيم الارهابي بتقوية وتعزيز وجوده في المدينة واستغل عدد كبير من ضعاف النفوس من الاهالي والشباب لظمهم الى صفوفه اضافة الى ماكان موجود اصلا حيث لايخفى على حضراتكم ان التنظيم كان موجود بالاصل في المدينة من خلال البعثيين وضباط الجيش السابق ومنذ عام 2003 ولحد الان وكان يمارس الارهاب والابتزاز بابشع صوره ضد الجميع ...الان الموصل تعتبر المدينة الثانية فيما يسمى دولة الخلافة بعد مدينة الرقة في سوريا ويستمرداعش في محاولة كسب اكبر عدد من الشباب والمراهقين الى صفوفه من خلال الحملات الدعائية المستمرة حيث انه يركز بشكل كبير على الجانب الاعلامي وقد نشر في المدينة عدد من شاشات التلفزيون العملاقة التي تبث بشكل متواصل مايسمنوه انتصاراتهم في مختلف الجبهات اضافة الى حملات التوعية والحث على الجهاد والتثقيف الاسلامي المتطرف ...

ويمثل عدد الاجانب وخصوصا بين القياديين والمسؤولين الاداريين في التنظيم في الموصل الان حسب مراقبين 70 % بينما يمثل العرب والعراقيين النسبة الباقية ولاحظ اهل الموصل خلال هذه السنة جنسيات من السعودية واليمن والاتراك والفرنسيين ....الخ  وكان الاغرب بينهم االدواعش من الجنسيات الكورية !

***
والانباء التي ترد من الموصل ان داعش يستعد لتنظيم احتفالات واسعة في شوارع الموصل هذه الايام احتفالا بذكرى احتلاله للموصل وقد اسمى هذا اليوم بيوم ((  الفتح المبين  )) حيث من المرجح ان يقوم التنظيم  بالانتشار في الشوارع العامة المزدحمة وقطع الطرق وحصر المارة والسيارات بين صفوفه ويقوم بعدها بتصوير هذا التجمع بعد رفع الرايات واطلاق مظاهر الاحتفال مما يعطي صورة ذات عنوان عريض هو ( احتفالات الموصل بيوم الفتح المبين ) ...حيث انه عادة مايقوم بذلك في استعراضاته السابقة .

واكثر مايشغل هذا التنظيم الارهابي هذه الايام هو ابتزاز وجباية اكبر قدر من الاموال ويقوم باستغلال اي بناية او مساحة ارض مهما كانت لمصلحته حيث قام مؤخرا بتحويل عدد من مراكز الشرطة الى محلات وقام بتحويلها الى مراكز تسوق اضافة الى فرض مبالغ مالية على كافة المحلات التجارية والشركات وحتى البسطات الصغيرة في الشوارع لم تنجو منهم فقد فرض مبلغ 15-20 الف دينار لكل بسطة وهناك مخططات للتنظيم بقيامه بهدم سياج جامعة الموصل بطول 5 كم وتحويله الى محلات تجارية تؤجر مقابل اجر 500 دولار لكل محل ...الخ .
في نفس الوقت وفي الجانب العسكري يقوم داعش بين فترة واخرى بتدريبات واستعراضات في الموصل لاظهار قوته واقناع الاهالي باستحالة خروجه من الموصل ....
أنتهت الرسالة.


مقالات ذات علاقة:
صائب خليل - هل يستوي الذين بايعوا غصباً والذين شاركوا داعش جرائمه؟...

صائب خليل - ... وفلم حرق السني مزيف أيضاً! صائب خليل تتناقل...

صائب خليل - رغبة الجلد الطائفي للآخر- صور الفلوجة وتعليقاتها...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق