الفناء وبكل استحقاق وجدارة لهذا الأرنب المضحك، اليس
كذلك؟ ولن نأسف عليه بل ربما ابتسمنا ببعض السعادة لنهاية مثل هذا المخلوق المعوق
في رأسه فالحياة لا تستطيع أن تقبل بمثل هذا الخلل، وقسوتها هذه هي الطريقة التي تزيل
أخطاء الوراثة، تضمن الصحة للأجيال التالية.
ماذا لو لم يكل الخلل وراثياً بل بسبب فيروس غريب أصاب
الأرانب؟ ولو. على الكائن الحي أن يكون مقاوماً للأمراض، أو أن يترك الأرض لغيره. وماذا
لو أن هذا الفيروس كان معدياً وأصاب نصف الأرانب البرية وجعلها تتوهم أن الخروف هو
من يفترسها وأن الذئاب من حيوانات الرعي مثلها؟ عندها قد يتعرض جنس الأرانب للفناء،
وهذه هي الحياة. لا مكان فيها للمختلين في تقدير المعلومات الأساسية الضرورية
لبقاءهم على قيد الحياة ولا مفر من فنائهم ليتركوا المكان لمن هو أقوى منهم.
حسناً...لابد أنك حزرت قصدي يا قارئي: نحن هذا الأرنب
المختل، ونحن نسير إلى هذا المصير!