24‏/12‏/2013

مصير أرنب لا يميز الذئب من الخروف

الفناء وبكل استحقاق وجدارة لهذا الأرنب المضحك، اليس كذلك؟ ولن نأسف عليه بل ربما ابتسمنا ببعض السعادة لنهاية مثل هذا المخلوق المعوق في رأسه فالحياة لا تستطيع أن تقبل بمثل هذا الخلل، وقسوتها هذه هي الطريقة التي تزيل أخطاء الوراثة، تضمن الصحة للأجيال التالية.
ماذا لو لم يكل الخلل وراثياً بل بسبب فيروس غريب أصاب الأرانب؟ ولو. على الكائن الحي أن يكون مقاوماً للأمراض، أو أن يترك الأرض لغيره. وماذا لو أن هذا الفيروس كان معدياً وأصاب نصف الأرانب البرية وجعلها تتوهم أن الخروف هو من يفترسها وأن الذئاب من حيوانات الرعي مثلها؟ عندها قد يتعرض جنس الأرانب للفناء، وهذه هي الحياة. لا مكان فيها للمختلين في تقدير المعلومات الأساسية الضرورية لبقاءهم على قيد الحياة ولا مفر من فنائهم ليتركوا المكان لمن هو أقوى منهم.

حسناً...لابد أنك حزرت قصدي يا قارئي: نحن هذا الأرنب المختل، ونحن نسير إلى هذا المصير!

12‏/12‏/2013

صفحات أنصارية 2- مجتمع تحت التعذيب

صائب خليل

“أحاول أن أضيع بعض الوقت في التفرس بحاجيات المتجر، وأسأله بعض الأسئلة التي لا معنى لها. لم ينتبه إلى أني كنت أنتظر خروج طلاب المدرسة الإبتدائية التي تقابل المتجر في الجهة الثانية من الشارع. أذهب بتمهل، وأنا أتابع طفلي الوحيد يتوجه إلى البيت.. هو في الثاني الإبتدائي، جميلاً، ملابسه أنيقة، وهذا ما جعلني أعتقد أن الضغط خف عليهم. أريد أن أقبله، أحضنه، اشمه.. مضى اكثر من عام وأنا مبتعد عنهم،. اعرف أن البيت مراقب، وعلي أن لا أواصل الطريق اكثر.

11‏/12‏/2013

صفحات أنصارية 1- شيوعي يحمل كرامته عبئاً



صائب خليل

أهلا بك ضيفاً عزيزاً عندنا، شرط أن تترك كرامتك خارجاً! هذا ما صار أصدقاء وأقرباء وأهل الشيوعي المتخفي يواجهونه به وهو يطرق الأبواب تباعاً.

يضيء الفنان المسرحي عدنان اللبان في كتابه القيم "صفحات أنصارية" مساحة خطيرة الأهمية في حياة الشيوعيين العراقيين الذين اختاروا جبال كردستان منطلقاً لخوض صراعهم مع حكومة الدكتاتور صدام الشرسة، وكيف شعر هؤلاء تجاه مجتمع تخلى تحت ضغط الدكتاتورية، ليس فقط عن أجمل أبنائه، بل وأيضاً عن أبسط القيم التي تربط نسيجه، وتمزق أشلاءاً منفردة مرعوبة خائرة يخاف كل منها من الآخر، وهو بالضبط ما تحتاجه الدكتاتورية لتثبت حكمها في المجتمع. وإن استثنينا بعض التفاصيل، فلاشك أن ما طرحه اللبان من مشاعر وأسئلة ينطبق على كل منتم لحزب ممنوع في الطيف العراقي في حقبة صدام حسين، يرفض الإذعان والتخلي عن قيمه، ولذلك فأن لهذا العمل قيمة عراقية، بل إنسانية عالية.

10‏/12‏/2013

مانديلا - السلام منتصب القامة!



صائب خليل
10 كانون أول 2013


في بلاد مثل بلداننا، حيث لا يذكر السلام إلا بقصد الإستسلام، فإن رجلاً مثل مانديلا يعيد للأسماء معانيها التي فقدتها، ويكشف زيف الذين يلوكون عباراتها. وكلما كان الضوء ساطعاً، كان الزيف الذي يكشفه أوسع انتشاراً، وبهذا فأن مانديلا لا يفضح متخاذلينا فقط، بل منافقي العالم عموماً.

1‏/12‏/2013

القوى الديمقراطية والآلوسي – تحالف إنتحاري جديد؟

صائب خليل

قرأت باهتمام البيان الصادر عن  اجتماع "القوى الوطنية المدنية والديمقراطية" قبل أيام، ولفت انتباهي فيه الحماس للتوسع وضم التيارات المختلفة (وهو أمر ليس إيجابياً دائماً). بحثت بشكل خاص في قائمة المشاركين عن إسم مثال الآلوسي، لأني كنت قد قرأت قبل فترة أنه ينسق مع القوى الديمقراطية، وبالفعل وجدت "حزب الأمة" في القائمة، ولا أخفيكم أنها كانت من المفاجآت غير السارة بالنسبة لي. فمثال الآلوسي وحزبه، جهة مشبوهة تماماً، وإني أستغرب تماماً سهولة أن تخاطر كتلة بسمعتها بإلصاقها بمثل هذه الأسماء. وقد ذكرني ذلك بانظمام الحزب الشيوعي قبل بضعة سنوات إلى قائمة علاوي "العراقية" وكانت تلك صدمة لي، وتوقعت أن يدفع الحزب ثمنها غالياً، وبالفعل فالحزب الشيوعي لم يشف من تلك الزلة وآثارها حتى اليوم.