تتناقل مواقع الفيسبوك منذ
أمس عن فلم فيديو نشر على أنه لميليشيات شيعية تابعة للحشد الشعبي قامت بحرق أحد
الشباب السنة حياً. وحسبما يفهم من الخبر فإن الشاب تم حرقه لمجرد أنه سني.
اللغز العجيب لهزائم الجيش العراقي المتكررة
مقارنة بانتصارت الحشد، رغم الفارق الهائل في إمكانياتهما وما يحصلان عليه من
الدعم الدولي وتدريبها وما صرف عليهما من أموال
وامتلكا من تكنولوجيا قتال، لا تفسره افكار هلامية مثل أن الجيش العراقي "ليس
عقائدي" أو أنه "فاسد" أو أنه "تنقصه الشجاعة" أو
"إرادة القتال" أو انه "غير مدرب" أو "تأثره بالخلافات
السياسية" وكونه مكوناً من "مجاميع مذهبية" و ينقصه "الولاء
للوطن"..وغيرها مما ينفث في الإعلام العراقي (والأمريكي هذه الأيام) من
أكاذيب تشويش للعراقيين. ويمكن دحض هذه التفسيرات ببساطة لأن الجيش العراقي يتكون
من ذات مصادر المقاتلين الذين تكون منهم الحشد الشعبي وبأسلحة أفضل وتدريب أفضل!..
نشر في النت قبل
أيام صورا ً للشهيد مصطفى الذي قامت داعش بتعليقه على جسر الفلوجة، وكانت إحدى تلك
الصور عن موكب القبض عليه أو سوقه للإعدام ويظهر في الصورة عدد كبير من المتسوقين
في الفلوجة بينهم ثلاثة كانوا يرفعون أيديهم استحساناً – كما يبدو، لتلك الجريمة
وتأييداً لداعش. وكنت من بين من نشر تلك الصورة احتجاجاً واستهجاناً للجريمة
ولموقف المؤيدين لها.
صورة مسؤول كردي يصافح مسؤول إسرائيلي لم تعد
تثير الإهتمام، فكردستان عبرت عن نفسها أكثر من مرة بصراحة على أنها امتداد
إسرائيل في العراق وبالتالي المنفذ الأساسي لخططها فيه. لكن ما أثار أهتمامي وما
سنركز عليه اليوم هو هذا الرجل الواقف بين المتصافحين ويبدو أنه قد قدمهما إلى
بعضهما البعض.. "رئيس السلطة الفلسطينية" محمود عباس! (1)
التخلص بالجملة من الضباط "غير المناسبين" لأميركا وإسرائيل ليس
جديداً. فكلما كان هناك حكم عميل لهم، توجب حمايته من الشعب ومن الجيش بوضع
العملاء على قيادته. ويتم عادة تعيين القادة بإشراف الأمريكان أو الإسرائيليين،
فرئيس الحكومة العميل نفسه لا يعترض على ذلك فلديه معهم مشروع واحد ومصيرهم مشترك،
بل هو أحرص على ذلك منهم. وقد يتخذ "التخلص" أشكالا دموية أحياناً كما
حدث في مصر عام 1999، فيما عرف باسم قصة "الرحلة 990" (1)
في
أحد فصوله الشيقة، يثير الكتاب القيّم، رغم رأسمالية كاتبه، "مستقبل
الرأسمالية" مشكلة الأطفال في الرأسمالية، فيناقش الطفل كمشروع إقتصادي فاشل
وكثير الكلفة، ويأتي بأمثلة وأرقام عن عزوف المجتمعات الرأسمالية عن إنجاب الأطفال
كرد فعل رأسمالي طبيعي (وإن كان إشكالياً بالنسبة للمستقبل). فالطفل بحاجة إلى
طعام وملابس والعاب ومدرسة وجامعة...الخ، وبدون أي مردود على الوالدين بشكل عام.
وحتى إن قيل أن الأبناء والبنات يسندون والديهم مادياً في كبر سنهم، فمن السهل حساب أن الوالدين سيكونان أغنى بكثير
لو أنهما وفرا ليوم شيخوختهما ما صرفاه على أطفالهما، وسيكونان أكثر أطمئناناً إلى
أن تلك الأموال ستكون لهما فعلاً. أمر منطقي؟ لا شك في ذلك، لكن....أنا لدي نظرية
أخرى.
تداعيات حادثة حرق الوقف السني وعدد من
البيوت في الأعظمية أصابت المجتمع العراقي بصدمة واضحة وأثارت من جديد التساؤل عن
إمكانية هذا المجتمع بالتعايش معاً، لكن دعونا ننظر إلى الأمر من وجهة أخرى، فنرى
أولاً أن الضربة جاءت "بالريش" كما يقولون في العراق، أي لم تصب أذى
كبير، رغم تداعياتها الكبيرة.