25‏/8‏/2015

أوقفوا الدعم النفطي للأردن واعطوه للحشد!



صائب خليل

قال العبادي في خطابه بمناسبة يوم الشباب العالمي(1) أن الوضع الإقتصادي صعب وأن: "المسيرة لن تكون سهلة ستكون مؤلمة" ... "دنحاول نمشي البلد دنحاول لكن مو هينة.. امامنا قرارات صعبة". "لدينا صعاب .. موازنتنا اقل من النصف من العام السابق."... "فجأة خلال ثلاثة اشهر تنخفض اسعار النفط إلى النصف!"..  وقال "لا استطيع أن اعطي الجميع والدولة غير قادرة
"..
حين وصل إلى الحشد الشعبي قال العبادي في خطابه: "ونحن في خضم حركة الإصلاح ينبغي ان لا ننسى هؤلاء الشباب....الشباب والمقاتلين الأبطال الذين يقاتلون على الجبهات". قال أنهم بحاجة إلى الأسلحة وأنه لن يسمح أن يعانوا من نقص السلاح. ثم وصف حالهم: ".. وفي لحظة أعترف شعرت بالخجل . هؤلاء في حر الشمس والأرض الصحراوية .. حتى ماء ما كو يترجوني تخصيصات حتى يحفرون ابيار .. هؤلاء في ارض المعركة والذين يقاتلون ليل ونهار.. بصمودهم نحن ننجح وننتصر إن شاء الله
"...وكانت المحكمة الإتحادية قد عدلت الميزانية للعام الحالي بقرار كان من نتيجته حرمان الحشد الشعبي من تخصيصاته، ويعلم الله لماذا!

من الجانب الثاني نقرأ، وفي قمة الأزمة المالية التي يعاني منها العراق وفي أسوأ هبوط لأسعار النفط، والذي مازال مستمرا في الهبوط حيث بلغ حوالي 39 دولاراً قبل بضعة أيام، تستمر حالة غير طبيعية وغير مفهومة ابداً، من بيع العراق للأردن نفطاً مخفضاً بشكل كبير، تزداد نسبته من القيمة الكلية بشكل سريع مع تناقص اسعار النفط. ولقد بينا في مقالة سابقة ان الوضع الإقتصادي الأردني أفضل بما لا يقاس من العراقي، والبنية التحتية للبلد أفضل بما لا يقاس، وأن معدل الدخل للفرد الأردني أعلى مما هو للعراقي حتى عندما كان سعر برميل النفط أكثر من 100 دولار، فكيف اليوم وقد وصل في هبوطه بعد خطاب العبادي بفترة وجيزة إلى ما يقارب الـ 39 دولار للبرميل الواحد، أي ان مدخولات البلاد من النفط وصلت إلى ثلثها أو أقل والعراق يعتمد كليا على النفط!

هل من المعقول لأية حكومة في العالم تمر بهذه الأزمة الإقتصادية و "دتحاول نمشي البلد"..أن تتبرع لدولة لم تتأثر بأزمة النفط إطلاقا؟ لقد كان التبرع للأردن دائماً غريبا ومريباً ومخجلا، ولم يكن "تبرعاً" بل كان "خاوة" هي ضمن ما فرضته أميركا على الحاكم في العراق مقابل السلطة وبقائه فيها، وليس لدي أي تفسير آخر لها، منذ خيمة صفوان وحتى اليوم.
 قال العبادي في خطابه "انا ما حصلت على تفويض ان اتنازل عن حق الوطن "..، فهل هذه الخاوة إلا "تنازل عن حق الوطن" مقابل الكرسي؟ هل حاول العبادي وقف هذا "التنازل" أو حتى تقليله؟
على العكس! فإن العراق حسب آخر الأخبار، تبرع للأردن بـ 300 الف برميل نفط ، إضافة إلى زيادة النفط المجاني المقدم للأردن إلى 30 الف برميل يومياً! وجاء في الخبر أن هذا كان مقابل دعم الأردن لتسليح العشائر، دون أية تفاصيل عن هذا التسليح!(2) ويبدو أن مشاريع أنابيب النفط إلى الأردن تهدف إلى التوسع في حجم هذه الخاوة إلى ارقام لم يعد ممكنا نقلها بواسطة الشاحنات!

لقد قلت أن "الدولة غير قادرة" على إعطاء الجميع، فمن الذي سوف يستثنى من عطائها من ثروات البلاد؟ أهو حكام الأردن المأبونين الذين لم ير العراق يوما من أي منهم سوى الأذى والشر والتآمر، أم جنود الحشد، العراقيين أصحاب الثروة التي لم تخول بالتبرع بها ولم يخول غيرك بذلك، "والذين يقاتلون ليل ونهار" ويستشهدون وهم في الحر والجوع ونقص السلاح، وعليهم يعتمد مستقبل العراق بل ربما وجوده كله وليس عليك أو على أي ممن سبقك على الكرسي، ولا على الشلة الفاسدة التي تحكم الأردن، وتستضيف الإرهابيين وتجهزهم بالسلاح والتدريب ليهاجمونا ويهاجموا غيرنا حسبما يأمرهم أسيادهم في إسرائيل(3). هل يعقل أن تتبرعون بثرواتنا لمن يدرب داعش ويناصرها ويترك من يقف بوجهها يدافع عن أرض الوطن ويحررها دون سلاح أو طعام؟ هل هناك بلد في العالم يحترم نفسه بقدر شعرة واحدة، يتبرع بأمواله للآخرين وهو لا يجد المال لسلاح مقاتليه وطعامهم، في الوقت الذي يتعرض فيه إلى الخطر الشديد؟ مع من تقفون انتم؟ مع وطنكم أم مع أعدائه؟

إننا كمواطنين نشعر بأن الوطن وطننا وأنكم – الحكومة والنواب - لستم سوى مكلفين من قبلنا بإدارة البلد واستخدام ثروته لبنائه وتأمين مستقبله وأمنه ورفاه أبنائه وليس لدفعها لأعداء البلد ثمناً لكرسي الحكم، ونطالب فوراً بإيقاف هذه المهزلة المهينة والغاء كل اتفاقات الدعم مع حكومة الاردن، وتوجيه المبلغ إلى أبطال الحشد لتأمين سلاحه وإدمة حياته ليتمكن من إكمال واجبه الشريف بتحرير الأرض، وهذا هو أقل ما يمكن أن نفعله لحماية ظهر الحشد من مؤامرات خنقه التي تديرها سفارة أصدقائكم من وراء الستار ومن خلال عملائها في المحكمة الإتحادية وغيرها.

إن التظاهر بالتعاطف مع الحشد، والتلويح بالأعلام في المناطق التي يحررها، والكلام المزوق عنه من  جهة، مع الإستمرار بخنقه ومنع الأموال عنه من الجهة الأخرى، لا يدل إلا إننا أمام محتال كبير وخطير، يعمل بأجندة لا علاقة لها بالوطن بل بمن جاء به إلى السلطة ورتب ذلك في الغرف الخلفية وحمله بمشاريع تحطيم الوطن، وأنه عازم على تنفيذ أجندة من جاء به هو وشلة اللصوص التي تحكم البلد اليوم.

إننا نعلمكم ان فردة حذاء أي مقاتل شريف في الحشد وضع حياته على راحة يده من أجلنا، من أجل أرضنا وشرفنا ومستقبلنا، أعز لدينا وأكثر تقديراً من كل القوات والتحالفات المشبوهة التي أتت بها حكومتكم إلى أرض العراق، من كل البلدان الذليلة التي جئتم بها لتدعم داعش لا لتحاربها. فردة الحذاء تلك، أشرف قيمة من رؤوس كل لصوص الحكومة والساسة، ونخص منهم اصحاب المناصب العليا، من الذين يبيعون شرفهم مقابل كرسي الحكم وأشرف من رؤوس أسيادهم معهم.

إننا بنشر هذا النص نعبر عن تأييدنا لما جاء فيه، ونشارك مطالبتنا بالإيقاف الفوري للدعم النفطي المشبوه الموجه لحكومة الأردن وتحويل المبلغ مباشرة إلى الحشد الشعبي وبدون أي تأخير. هذه هي إرادة الشعب ومن يقف بوجه إرادة الشعب سيدفع الثمن غالياً.  

((أوقفوا التبرع للأردن بالنفط ، حولوا المبلغ للحشد – المواطن الحاكم))


(1)  خطاب.حيدر العبادي في يوم الشباب العالمي - بغداد 12 آب 2015 - YouTube https://www.youtube.com/watch?v=r3Mjuknx81A   
(2) العبيدي: العراق اتفق مع الأردن على تسليح العشائر مقابل تزويده بـ300 الف برميل نفط
(3) عبدالله الأردن: ملك داعش

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق